عندما نتحدث عن النادي الأهلي لابد وأن نتذكر المايسترو 'صالح سليم' رجل المبادئ والأخلاق الحقيقية،
الرجل الذي أرسى القيم والأخلاق داخل جدران النادي، بداية من كونه لاعب كرة ماهر، لمدير كرة بالفريق الأول، ثم رئيس نادي أجبر الجميع على احترامه .. لقد رسخ المايسترو 'صالح سليم' روح الفانلة الحمراء لكل من تطأ قدماه أرض الجزيرة عامةً والنادي الأهلي خاصة، فالكلام عن هذا الرجل وحده يحتاج صفحات وصفحات ولكن يكفينا فخراً أن يكون الرجل الأسطوري 'صالح سليم' رحمة الله عليه، أحد ربان ومؤسسي ذلك الصرح العظيم ولن أخوض في كلام مرسل حتى لا أظهر بمظهر(الكلامنجية وخلاص)، ولكن هناك دوافع قوية جعلتني أبدأ منذ وقت ليس ببعيد فأتذكر مثلاً عندما اختلف الكابتن 'محمود الجوهري'، المدير الفني للفريق الأول في الثمانينيات، مع الكابتن 'صالح سليم'، وامتنع الأول عن خوض مباراة هامة أمام الزمالك في الدوري العام معتقداً أنه بذلك يستطيع ليّ ذراع الإدارة والنادي الأهلي للموافقة على مطالبه (وقامت الدنيا ولم تقعد)، ولكن واجه النادي الأهلي، متمثلاً في الراحل 'صالح سليم'، هذه المشكلة بأن أعطى فرماناً لـ'محمود الجوهري' وفرقته بالجلوس في البيت، وقرر 'سليم' خوض المباراة بالناشئين وهو القرار الذي لاقى استهزاءً من الجميع..
ولأن المبادئ لا تتجزأ، نجح ناشئو الأهلي في إلحاق الهزيمة بالزمالك، برغم لعب الأخير بكامل نجومه بنتيجة 3/2 لتشهد هذه المباراة مولد لاعبين أصبحوا نجوماً في عالم كرة القدم منهم 'أحمد شوبير' و'حسام حسن' و'بدر رجب' و'طارق خليل' .. وذلك لأن الأهلي لا يقف على أحد وإنما هو الراعي الرسمي للمبادئ والأخلاق وليس الراعي الرسمي لجهينة وكوكاكولا!
نأتي لقضية أخرى تجعل الأهلي نادي المبادئ والأخلاق بحق.. ففي عام 94 أصدر مجلس إدارة النادي الأهلي قراراً بوقف نجمه ونجم منتخب مصر 'حسام حسن' من أربعة إلى ستة أشهر بعدما ألقى بفانلة النادي الأهلي على الأرض في مباراة فريقه أمام المصري البورسعيدي في الدوري العام، وبالرغم من حاجة الفريق لمجهوداته في ذلك الوقت تحديداً، إلا أن النادي الأهلي لم يتراجع عن قراره، وهو ما تسبب في عدم مشاركة 'حسام حسن' مع منتخب مصر في بطولة الأمم الإفريقية بتونس عام 94.
كما أذكر حواراً للكابتن 'محمد عبد الجليل' لاعب الأهلي والزمالك الأسبق في الآونة الأخيرة مع إحدى المطبوعات الرياضية، أكد فيه أنه بعد أسبوع واحد من انتقاله لنادي الزمالك موسم 59 / 69 تمنى الرجوع للأهلي ولو عامل بغرفة الملابس، وذلك بعد أن وجد الكابتن 'عماد اليماني' المدير الإداري للفريق الأول يعطيه ظرفاً به باقي مستحقاته المتأخرة والتي بلغت 40 ألف جنيه، وهو الأمر الذي اصاب 'عبد الجليل' بالذهول، لأنه أعتقد أنه بمجرد أن وقع للغريم التقليدي للنادي الأهلي (الزمالك) أصبح كل شيء يربطه بالنادي في خبر كان، ولكنه فوجئ بالعكس تماماً مردداً (هو ده النادي الأهلي).
ويُذكر أن شعار 'الأهلي فوق الجميع' قد ظهر بقوة عام 2005 أثناء انتخابات النادي الأهلي والتي شهدت تراجع 'إبراهيم المعلم' عن خوض الانتخابات أمام 'محمود الخطيب' على منصب نائب الرئيس، حيث وجد 'المعلم' أن مصلحة الأهلي تقتضي وجود 'الخطيب' بجانب 'حسن حمدي' في هذه المرحلة ومن ثم باتت مصلحة النادي الأهلي فوق المصلحة الشخصية، ومنذ ذلك الحين ولد شعار الأهلي فوق الجميع..
وعلى صعيد أخر، يكفي أن النادي الأهلي استغنى عن 'إبراهيم سعيد'، الذي لا يختلف على موهبته اثنين، وهو في أشد الحاجة إليه بسبب سوء سلوكه وتصرفاته التي باتت عبئاً يؤرق الجميع داخل النادي الأهلي، بداية من ارتداء السلاسل والحظاظات وصبغ شعره بألوان غريبة تتنافى مع طبيعة المصريين، مروراً بعقابه بالتدريب مع الناشئين ومن ثم تسريحه نهاية الموسم ليثبت الأهلي أنه نادي المبادئ والأخلاق.
وبالطبع لن ننسى اللمحة الإنسانية التي بادر بها مسئولو الأهلي بعد وفاة اللاعب الخلوق 'محمد عبد الوهاب' - رحمة الله عليه – بإعطاء ذويه المستحقات المتبقية في عقده والسنوات الممتدة من العقد والتي بلغت أربع سنوات كاملة ..
نادي القرن لم يأخذ هذا اللقب عن مصادفة ولكن لأنه صرح تأسس على مبادئ وقيم وشهد استقرارا ساعد على توالي البطولات .. فالأهلي أهلي في جميع اللعبات فمنذ عام أو يزيد قرر النادي الأهلي شطب 'أيمن رشدي' أفضل لاعب كرة طائرة في القارة الإفريقية ثلاث سنوات .. على أثر حضور رشدي' لمباراة سلة بين الأهلي والزمالك قام فيها برفع الحذاء.. نعم الحذاء.. في وجه جماهير الزمالك .. وهو التصرف الذي جعل الإدارة تأخذ قراراً بشطب كابتن الفريق وأفضل لاعب كرة طائرة في القارة الإفريقية..
..